تجاهل المحتويات

الصحابي الجليل عبدالله بن حرام ظليل الملائكة والذي كلمه الله بدون حجاب

قصص أعظم الرجال الأبطال الشجعان الأوفياء للإسلام

الصحابي الجليل عبدالله بن حرام ظليل الملائكة والذي كلمه الله بدون حجاب

مشاركة غير مقروءة بواسطة خالد الشبراوي »

عبد الله بن حرام.jpg
عبد الله بن حرام.jpg (34.93 KiB) تمت المشاهدة 112 مرةً
ظليل الملائكة.. الصحابي  الجليل الذي كلمه الله تعالى بدون حجاب

عن جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنه قال:
(لمَّا قُتِلَ عبدُ الله بن حرام يوم أُحُد، لقيَني رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر! ما لي أراك مُنكَسراً؟
قال: قلت: يا رسول اللّه! استُشْهِد أبي وترك عيالاً ودَيْناً.
قال: أفلا أبشِّرُك بما لقي اللهُ به أباك؟
قال: بلى يا رسول الله!
قال: ما كلَّم الله أحدًا قطُّ إلَّا من وراء حجاب، وَكَلَّم أباك كِفاحاً (مباشرة بعد موته ليس بينهما واسطة)، فقال: يا عبدي، تَمنَّ عليَّ (سَلْنِي) أُعْطِك، قال: يا ربّ! تُحييني فأُقْتل فيك ثانية، فقال الرَّبّ سبحانه: إنَّهُ سبق منِي أنهم إليها لا يُرجعون، قال: يا ربِّ! فأبلِغْ مَن ورائي، قال: فأنزل الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(آل عمران:169)).
رواه ابن حبان والترمذي وحسنه الألباني. قال العيني: "وفيه: فضيلة عظيمة لم تسمع لغيره ـ أي لغير عبد الله بن حرام ـ) من الشهداء في دار الدنيا".

كان شغف الصحابي الجليل عبد الله بن حرام بالموت في سبيل الله منتهى أمانيه، تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للمعركة ، وغمره إحساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح، ودعا إليه ولده وقال له: إني لا أراني إلا مقتولاً في هذه الغزوة بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين، ، وإن عليَّ ديناً، فاقض عني ديني، واستوص بإخوتك خيراً»،
وكان له تسع بنات وولد واحد أصغرهم قال الابن: بل ابق أنت يا أبي وسأذهب أنا إلى المعركة ( الولد كان عنده حوالي أربعة عشر عاما)
فاحتضنه الأب وقال: ما على وجه الأرض بعد رسول الله ﷺ أحد أحب إلي منك، لكنها الجنة، أنا هدخل المعركة وهكون شهيدا، بل أنا أول الشهداء فيها.
فدخل الأب المعركة، وكان أول شهيدا قتل فيها، من فرحة المشركين قطعوا جسده، قلعوا عينيه، وقطعوا أنفه قطعوا أذنيه، ومثُلوا بجثته.
وبعد انتهاء المعركة جاء الابن يبحث عن والده، الرسولﷺ كان يعلم بما حدث، والصحابة يحاولون منع الولد من رؤية جثة أبيه، فقال لهم الرسولﷺ: اتركوه.
فقال الابن: جعلت أنظر إلى وجه أبى وأضع وجهي في كمي وأبكي.
فقال الرسول ﷺ لأصحابه: احملوه، ثم احضتن الولد الصغير بحنان وقال له: ابك أو لا تبك، ما زالت الملائكة تظلل أباك بأجنحتها لتحمى جسده من الشمس حتى رفع,
وأكمل الرسولﷺ قائلا: ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا وجها لوجه من غير حجاب، وقال تعالى: تمن علي ما تريد
قال : يارب أتمنى أن أعود إلى الدنيا فأجاهد، فأستشهد في سبيلك مرة ثانية، فقال الله عز وجل: سبق القول مني إنهم إليها لا يرجعون
تمن علي ما تريد.
قال: يا رب أتمنى أن تبلغ إخواننا ما نحن فيه من السعادة.
فأنزل الله قوله تعالى "ولا تَحْسَبنّ الذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللهِ أمْواتاً، بل أحْياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُون، فَرِحينَ بِمَا أتَاهُم الله مِن فَضْلِه، ويَسْتَبْشِرون بالذين لمْ يَلحَقُوا بِهم مِن خَلفِهم، ألا خَوْف عليهم ولا هُم يَحْزَنُون ",

إنه الصحابي الجليل عبد الله بن حرام والد جابر بن عبد الله، سيد الخزرج وشريفها، أسلم يوم بيعة العقبة، شهد عزوة بدر وأبلى بلاء حسنا، واستشهد في عزوة أحد.
ست سنوات فقط مدة إسلامه لكن يا له من فضل عظيم أن يبشره الله بالشهادة ويكلمه وجها لوجه من غير حجاب وينزل فيه قرآن يتلى إلى يوم القيامة، بل وساعد الرسولﷺ ابنه جابر في سداد دينه.