تجاهل المحتويات

توماس فولر الافريقي أسرع كمبيوتر بشري بحساب الرياضيات

موسوعة ثقافية شاملة كافة العلوم والمعرفة لكافة التخصصات العلمية والأدبية

توماس فولر الافريقي أسرع كمبيوتر بشري بحساب الرياضيات

مشاركة غير مقروءة بواسطة خالد الشبراوي »

توماس فيلر الكمبيوتر البشري.jpeg
توماس فيلر الكمبيوتر البشري.jpeg (19.23 KiB) تمت المشاهدة 61 مرةً
توماس فولر ، الأفريقي الذي تم بيعه للعبودىِة في عام 1724 وهو في سن الرابعة عشرة ، يُعرف أحيانًا باسم ” حاسبة فرجينيا ” لقدرته غير العادية على حل مسائل الرياضيات المعقدة في رأسه. سُئل عن عدد الثواني في عام ونصف ، فأجاب في حوالي دقيقتين ، 47304000.

مرة أخرى سئل عن عدد الثواني التي عاشها رجل يبلغ من العمر 70 عامًا و 17 يومًا و 12 ساعة، فأجاب خلال دقيقة ونصف 2210500.800.

كان أحد الرجال يحل المسائل على الورق ، وأبلغ فولر أنه كان مخطئًا ، لأن الإجابة كانت أصغر بكثير ! أجاب فولر على عجل: “توب ، ماسا ، لقد نسيت سنة كبيسة“. وعندما تمت إضافة السنة الكبيسة ، تطابقت الأرقام !

ولد توماس عام 1710 في مكان ما غرب أفريقيا ، يعرف اليوم بـ ليبريا، وعُرِف قديماً بساحل العيد ، حيث يتم بيع العبيد وخصوصاً بعد ازدهار تجارة بيعهم عندما بدأ المستوطنون في العالم الجديد بالتحول من البحث عن الذهب إلى البحث عن العبيد ، و بدأ العديد من أصحاب السفن و الأعمال باختطاف آلاف البشر من أفريقيا و الإبحار بهم إلى العالم الجديد لبيعهم كعبيد للعمل في الحقول و القيام بالأعمال الحقيرة التي لا يقوم بها أسيادهم البيض.

أُختِطُف توماس عام 1724 حين كان يبلغ من العمر 14 عاماً فقط ، وقد تم الإبحار به إلى أمريكا وبالتحديد إلى ولاية فرجينيا حيث اشترته عائلة كوكس و المتكونة من السيد بيرسلي و السيدة اليزابيث كوكس ، وقد كانت هذه العائلة أمية ، لا يعرفون القراءة والكتابة و كانوا كذلك يملكون 16 عبداً ، على الرغم من اعتبار توماس (أمياً) كونه لا يعرف القراءة و الكتابة باللغة الانكليزية, إلا أنه عُرِف بمهارته الغريبة و الجبارة في حل المسائل المعقدة بوقتٍ قياسي وهذا ما قربه من أسياده و فضله سيده على بقية العبيد حتى أنه زوجه من المرأة التي أحبها دوماً . فقد كان السيد كوكس رجلاً طيباً مع توماس بالنسبة للأسياد الآخرين.

وثقت عائلة كوكس بتسليم توماس حسابات و أمور المزرعة البالغة مساحتها 232 فدّان ، و لم يخذلهم توماس يوماً بل كان قادراً على القيام بالمسائل المعقدة في رأسه فقط و بدون استعمال أي آلة حاسبة أو ورقة و قلم. مثيراً للعجب !


وبعد الحادثة المذكورة التي تجادل فيها المشرف ومساعديه في الحقل , وصل خبر “توم” إلى رجل أعمال في ولاية بنسيلفينيا وقد أثار فضوله كثيراً ومن كونه أشبه بالحاسبة البشرية , فقرر هذا الرجل و وبمساعدة اثنان من معاونيه القدوم للمزرعة و التحقق من نبأ توم شخصياً .


وبالفعل في عام 1780 جاء الرجل و والتقى بتوم الزنجي وقد كان يبلغ آنذلك 70 عاماً من العمر ، فهو شيخ كهل ، و طرح عليه عدة أسئلة حسابية كان يعرف أجوبتها مسبقاً و لقد أصاب توم في كل جواب له .

عاش الرجال في استغراب شديد ، فكيف لعبد أفريقي أن يكون بهذا الذكاء العالي ؟ وأين تعلم الحساب وهو آتٍ من إفريقيا ، القارة التي تعيش الفقر والاستعباد؟ اسئلة كثيرة دارت في عقول الرجال ، استغرابتهم مقزز ! وكأن العلم حصراً على الشعب الأبيض

استنتج الرجال أن هذا الشيخ الكبير قد علم نفسه بنفسه في شبابه ، وتعلم الحساب و على الأرجح عل في بلده في أفريقيا ، لأنه كما هو معلوم أن العبيد في أمريكا ممنوع عليهم تعلم القراءة و الكتابة.

توم من جانبه أشار بأنه تعلم في البداية الحساب لغاية رقم 10 ثم إلى الرقم 100 و هكذا .. و فقد كان يطور مهاراته الحسابية أثناء قيامه بأعماله في أنحاء المزرعة كحساب الشعرات في ذيل الأبقار و حساب حبات القمح أو الذرة في البوشل الواحد (البوشل مكيال إنكليزي للحبوب).


اعترف الرجال على مضض وغيرة بموهبة توم الزنجي العبقرية ، و أنه أعجوبة حية و لو تم اكتشافه في شبابه لربما تمكنوا من تعليمه تعليماً عالياً مثل الرجال البيض و لربما أصبح عبقرياً , ليجيبه توم “كلا يا سيدي , من حسن الحظ أني لم أحظَ بتعليم لأن العديد من المتعلمين ما هم إلا أغبياء عظام”!.

توفي توماس فولر “توم الزنجي” عام 1790 عن عمر يناهز الـ 80 عاماً و قد كُتِب في نعيه كتخليداً له : ” هنا يرقد توم الزنجي, هذا الرجل الذي علم نفسه بنفسه الحساب و الرياضيات و لم يلقنه إياه أحد, و لو توافرت له الفرص المناسبة لتحسين و صقل مهاراته ما توافر لغيره من البيض لما خجل مجتمع لندن الملكي في باريس و لا أكاديمية العلوم و لا حتى نيوتن نفسه , من الاعتراف بتوم كأخ لهم في العلم”.