وتمت ترجمة النقوش على القرص فقط منذ حوالي 10 سنوات، وتبين أن القرص المصنوع من الصلصال هو عبارة عن خريطة نجوم سومرية قديمة فعلية.
من مكتبة سرية لملك الأرض
وكشفت الترجمات والتحليلات النهائية تفاصيل مذهلة عن لوحة أو قرص الصلصال، الذي تم استخراجه في القرن التاسع عشر من مكتبة سرية تخص الملك آشور بانيبال، الذي لقُب بملك العالم، في نينوى بالعراق بواسطة العالم الأثري والراحلة البريطاني سير هنري لايارد.
واتضح أن السومريين القدامى قاموا بالحفر على سطح القرص لسرد تفاصيل جسم ضخم مرئي شاهدوه في الفضاء، أثناء اختراقه الغلاف الجوي للأرض وسقوطه على سطح الأرض.
وعاء ضخم من الحجر الأبيض
واكتشف الخبراء أن اللوح هو نسخة من مجموعة من الملاحظات التي سجلها عالم فلكي سومري قديم كان يهتم بمراقبة الفضاء والسماء. ووصف العالم السومري الكائن القادم من السماء بأنه كان يبدو كـ"وعاء من الحجر الأبيض يقترب..". كما يعد القرص الطيني خريطة فلكية أيضاً حيث إنه يضم مجموعة من الرسومات المعقدة للأبراج وأسمائها.
يونيو 3123 ق. م.
منذ اكتشاف القرص قبل أكثر من قرن ونصف، لم يتمكن الخبراء من فهم ما أراد الفلكي السومري أن ينقله بالكامل. ولكن من تطور برامج كمبيوتر تساعد في محاكاة المسارات وكذلك إعادة بناء سماء الليل، منذ آلاف السنين، تمكن الخبراء من فهم بالضبط ما يشير إليه قرص Planisphere. سجل عالم الفلك السومري القديم الأحداث التي لاحظها في 29 يونيو 3123 قبل الميلاد.
خريطة فلكية ونشرة أحوال كواكب
وتوصل الخبراء إلى أن 50% من الخريطة الفلكية Planisphere تشير إلى موقف الكواكب وكذلك الظروف الجوية، مثل الغطاء السحابي. ويعرض النصف الثاني من القرص تفاصيل كيفية رؤية جسم ضخم كبير بما يكفي لملاحظته على الرغم من أنه لا يزال في الفضاء البعيد، بينما يقترب من كوكب الأرض.
وأدرك عالم الفلك السومري آنذاك أن الحدث كان ذا أهمية كبيرة، لذا قام بتدوين دقيق لمسار الكائن بالنسبة للنجوم.
واتضح أن الكائن الضخم، الذي رصده عالم الفلك السومري كان على الأرجح هو الكويكب الذي سقط في كوفيل بالنمسا.
ملاحظات بالغة الدقة
ووفقاً للخبراء، قدم الفلكي السومري ملاحظة دقيقة عن مسار الكائن بنسبة خطأ أفضل من درجة واحدة.
وبالتالي، تمكن الخبراء بواسطة برامج الكمبيوتر من تحديد أن الكائن الضخم المعني كان على الأرجح كويكباً يزيد قطره عن كيلومتر واحد.
كويكب يدور قريباً من الأرض
وبالنظر إلى مداره، يمكن أن يكون على الأرجح من نوع Aten، وهي الكويكبات التي تدور بالقرب نسبياً من كوكب الأرض.
والمثير للدهشة أيضا أن البيانات المحفورة على قرص الصلصال تفسر سبب عدم وجود حفرة أو علامات توضح آثار الارتطام بالأرض في كوفيل النمساوية.
زاوية ميل 6 درجات
وتوصل الخبراء إلى أن السبب وفقا لما تسرده البيانات على القرص الصلصال هو أن زاوية الكويكب الواردة كانت منخفضة للغاية، حيث وصلت إلى 6 درجات. وترجح تلك المعلومات أن الكويكب الفضائي ارتطم غالباً بأحد الجبال في طريقه إلى الأسفل (على الأرجح قمة جبل Gamskogel) مما تسبب في تفكك الكويكب قبل أن يصل إلى نقطة التأثير النهائية.
كرة نارية بقطر 5 كم
ويفسر الخبراء أنه عندما شق طريقه في الوادي، تحول الكويكب إلى كرة نارية ضخمة يبلغ قطرها حوالي 5 كيلومترات، مما تسبب في سحق الصخور فاستحال إلى جسم غير صلب لذلك لم يترك آثار حفرة أو فوهة في موقع الارتطام بالأرض.