وملخص هذا الحديث الشريف عن علامات يوم القيامة الكبرى، وهي :
1- سقوط سبعه من أمراء الدول .
2- ظهور الإمام المهدي .
3- ظهور الدجال .
4- نزول سيدنا عيسى عليه السلام .
5- ظهور يأجوج ومأجوج .
6- شروق الشمس من مغربها .
7- أبواب التوبة تغلق .
8- ستظهر دابة الأرض لتضع علامة على المسلمين .
9- سيعم الضباب على الأرض لمده أربعين يوما وسيقتل كل المؤمنين الحق حتى لا يشهدوا بقيه العلامات.
10- نار عظيمه تسبب الدمار .
فأما بالنسبة لما ذكره صلى الله عليه وسلم في الحديث من العلامات عن ظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وظهور المهدي ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وغلق باب التوبة ، وخروج النار ثابت في السنة الصحيحة .
وعن قوله صلى الله عليه وسلم عن الدابة أنها تضع علامة على المسلمين خطأ ، والمشهور أنها تخطم أنوف الكافرين..
فروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ وَتَخْتِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ: هَاهَا يَا مُؤْمِنُ، وَيُقَالُ: هَاهَا يَا كَافِرُ، وَيَقُولُ : هَذَا يَا كَافِرُ وَهَذَا يَا مُؤْمِنُ ) .
وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ فِي دَابَّةِ الأَرْضِ. وَفِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ " انتهى .
وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ ) .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (322) .
وعن قوله صلى الله عليه وسلم:
" يعم الضباب الأرض أربعين يوما ويقتل المؤمنين " فالثابت بالسنة الصحيحة ما رواه مسلم (2937) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ: " ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ... " .
وقد ذكر صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ، إلى أن قال : ( فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) .
وروى مسلم أيضا (2940) عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكر حديث الدجال ثم قال : ( ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَقْبِضَهُ ) .
وروى مسلم أيضا (2907) عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التوبة/ 33 أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ : ( إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ ) .
إذن هناك شبه اجماع بين العلماء على صحة أحداث يوم القيامة وترتيبها، ولكن الخلاف بينهم هو على حدث واحد فقط عن سقوط سبعة أمراء!!!
فلماذا هذا الخلاف بين علماء ومشايخ السلطان؟!
والله ما أرى -والله تعالى أعلى وأعلم- إلا أن هذا الخلاف سببه الوحيد خوف شيوخ السلطان من بطش الحكام والأمراء بهم أو التنكيل بهم، أو حرمانهم من النعم والعطايا والهدايا والأموال والمكافآت والمناصب التي منحوها لهم..
وهناك دلائل كثيرة وكثيرة ظهرت مؤخراً باعترافات شيوخ من كبار المشاهير اعلامياً بأنهم كانوا يقومون بتضعيف وانكار الأحاديث الصحيحة بناء على توجيهات وأوامر أمنية مباشرة!!!
ولعل الرعب الذي أصاب حكام وملوك وأمراء العرب والخليج من ثورات الربيع العربي التي هددت عروشهم بالسقوط مباشرة، قد أجبرهم بأن يتحدوا جميعاً - حكام العرب والخليج - ليكثفوا جهودهم وكل امكانياتهم بالتحالف مع الماسون والصهاينة جنود إبليس الملاعين باجهاض كافة ثورات الربيع العربي بثورات مضادة..
وقد نجحوا في ذلك بالفعل بعدما وجدوا أن أمراء الدول بدأوا بالسقوط بالفعل ابتداء من تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن والسودان مع اندلاع شرارات ثورات الربيع العربي بكافة البلاد العربية والخليجية.
ومع انعدام الوعي السياسي للثوار وانعدام الخبرة وتخبط أهدافهم واختلافها، وانسحابهم من الساحات والميادين بعد اسقاط حكامهم وترك قيادات الدولة العميقة بمناصبهم كما هم، نجحت الاجندات الماسونية والصهيونية باشعال ثورات مضادة محت كل انجازات وأهداف ثورات الربيع العربي، وكل ذلك بهدف بقاء واستمرار ملوك وسلاطين وأمراء وحكام العرب والخليج على عروشهم، وقد نجحوا مؤقتاً في هذا.. إلى أن يشاء الله بأن يحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون.
وبالتأكد أنهم قد نسوا وتناسوا وتجاهلوا وتغاضوا عن قوله تعالى:
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
صدق الله العظيم