صفحة 1 من 1

من هو الملك نبوخذ الذي دمر اوشليم القدس مرتين وسحق مملكة اليهود

مرسل: 24/11/27 17:55
بواسطة عبد الفتاح سليمان
الملك نبوخذ.jpg
الملك نبوخذ.jpg (10.19 KiB) تمت المشاهدة 146 مرةً
نَبُوخَذ نَصر أو بختنصر أو بخترشاه (بالأكدية: ؛ بالآرامية: ܢܵܒܘܼ ܟܘܼܕܘܼܪܝܼ ܐܘܼܨܘܼܪ؛ وبالعبرية: נְבוּכַדְנֶצַּר؛ وبالإغريقية: Ναβουχοδονόσωρ) هو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، وأكبر أبناء نبوبولاسر، وأحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانية البابلية أقوى الإمبراطوريات في عهده بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين، كما أنه قام بإسقاط مدينة أورشليم (القدس) مرتين، الأولى في سنة 597 ق م والثانية في سنة 587 ق م، إذ قام بسبي سكان أورشليم، من اليهود وأنهى حكم سلالة داود، كما ذكر أنه كان مسؤولًا عن بناء عدة أعمال عمرانية في بابل مثل الجنائن المعلقة ومعبد إيتيمينانكي وبوابة عشتار.

الاسم الأكدي لنبوخذ نصر هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التجارة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ. ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه «السعيد الحظ». أما الأكاديميون والمؤرخون الحاليون يفضلون تسميته بـ«نبوخذ نصر الكبير»، أو «نبوخذ نصر الثاني» وذلك لوجود ملك آخر استخدم هذا الاسم قبله وهو نبوخذ نصر الأول الذي حكم بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

يعتبر الملك نبوخذ نصر قائداً عالمياً عبر التاريخ، حيث كان يستخدم عبقريته وذكاءه للاستفادة من الشعوب التي يحتلها، إذ كان يستنفد معظم الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها إلى حد التحكم بحياتهم، إلا أنه امتاز بتسامحه الديني وحرية الفكر وسمح للشعوب المحتلة أن تعبد آلهتها، وكان يشارك الشعوب طقوسهم الدينية ويحترم آلهتهم، فيعتبر أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب (مقيم المدن) فقد كان فاتحاً للمدن لا غازياً، وإمتاز بذلك لأنه كان يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بهذا في مقولته المشهورة: (الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس).

أما الكتاب المقدس فصوره كشخصية متغطرسة ومتكبرة وقاسية وخاصةً عندما يذكر إرميا أنه بعدما سبى نبوخذ نصر ملك يهوذا صدقياً، أخذه عنده مكبل بالقيود، حيث قام هناك بقتل أولاد الملك أمام الملك نفسه ثم فقع عيني الملك، وفي سفر دانيال تم تصوير نبوخذ نصر كشخصية متغطرسة بعد أن حكم على كل حكماء بابل بالموت بسبب عجزهم عن تفسير إحدى أحلام نبوخذ نصر حتى بدون أن يعرفوا الحلم، لكن في نفس الوقت صوره كشخصية عادلة بعد أن حكم بالموت على الذين أرادوا قتل شدرخ وميشخ وعبدنغو والذين كانوا أصدقاء دانيال من السبي البابلي، كما صور نبوخذ نصر بكونه أول ملك أجنبي يؤمن ويعظم إلههم الواحد يهوه أو (الله)، بعد أن أصيب بسبعة أزمنة بمرض أصبح فيه كالحيوان وبعد انقضاء الأزمنة السبعة آمن بالله وملك لمدة سنتين آخرتين، إلا أن الإجماع بين العلماء هو أن سفر دانيال هو أحد أعمال الخيال التاريخي. ويعتقد أن تحول نبوخذ نصر إلى اليهودية هو حدث غير حقيقي. فترة جنونه يعتقد أنها خيال هي الأخرى، حيث عزاها المؤرخون إلى الشائعات حول إقامة نبو نيد في تيما، والتي تم تطبيقها لاحقًا على نبوخذ نصر من خلال الخلط بين الاثنين. بينما ذكر في سفر يهوديت عن نبوخذ نصر ملك الآشوريين الذي كان يريد من الناس عبادته.

أما في المصادر الإسلامية، فحسب ما ذكره المؤرخ الطبري باسم (بخترشاه) أو (بختنصر) أي نبوخذ نصر، وقال بأنه كان ملك من أصل فارسي من سلالة جدهارز وذكر أن هناك من آمن بأنه عاش مدة 300 سنة، وتوجد هناك مصادر تاريخية تذكر بأنه كان ملك عديم الرحمة، وهناك مصادر أخرى صورته بأنه حاكم عادل ويعبد الله. وقد تكلم المؤرخ الطبري عن بعض من حروب نبوخذ نصر مع بني إسرائيل ومع العرب، حيث قال: «فَأَقْبَلَ بَرْخِيَا بْن نَجْرَانُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى بُخْتَنَصَّرَ بِبَابِلِ، وَهُوَ نَبُوخَذ نَصَّر، فَعَرَبَتَهُ الْعَرَبُ، وَأُخَبِّرُهُ بِمَا أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ، وَقَصَّ عَلَيْهِ مَا أَمَرَه بِهِ، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ مُعَدِّ بْن عَدْنَانَ، قَالَ: فَوَثْبُ بُخْتَنَصَّرَ عَلَى مَنْ كَانَ فِي بِلَادِهِ مِنْ تُجَّارِ الْعُرْبِ، وَكَانُوا يُقَدِّمُونَ عَلَيْهُمْ بِالتِّجَارَاتِ وَالْبَيَّاعَاتِ وَيَمتَارُون مِنْ عِنْدَهُم الْحَبَّ وَالتَّمْرَ وَالثِّيَابِ وَغَيْرَهَا.فَجَمَعَ مِنْ ظَفَرٍ بِهِ مِنْهُمْ، فَبَنَى لَهُم حَيَّرًا عَلَى النَّجَفِ وَحِصْنِهِ، ثُمَّ ضَمَّهُمْ فِيهِ وَوَكَلَ بِهِمْ حَرَسًا وَحِفْظَةٌ، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ بِالْغَزْوِ، فَتَأَهَّبُوا لِذَلِكَ، وَاِنْتَشَرَ الْخَبَرُ فَيُمْنٌ يَلِيهُمْ مِنَ الْعَرَبِ، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ طَوَائِفَ مِنْهُمْ مُسَالِمِينَ مُسْتَأمِنِينَ، فَاِسْتَشَارَ بُخْتَنَصَّرَ فِيهُمْ بَرْخِيَا، فَقَالَ:"إِنَّ خُرُوجَهُمْ إِلَيْكَ مَنْ بِلَادِهِمْ قَبْلَ نُهُوضِكَ إِلَيْهِمْ رُجُوعٌ مِنْهُمْ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَأَحْسِنْ إِلَيْهِمْ". قَالَ: "فَأَنْزَلَهُمْ بُخْتَنَصَّرَ السَّوَادَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، فَاِبْتَنَوْا مَوْضِعَ عَسْكَرِهِمْ بَعْدَ، فَسَمُّوهُ: الْأَنْبَارُ"، قَالَ: "وَخَلَّى عَنْ أهْلِ الْحِيَرَةِ، فَاِتَّخَذُوهَا مُنْزَلًا فِي حَيَاةِ بُخْتَنَصَّرَ، فَلَمَّا مَاتَ اِنْضَمُّوا إِلَى أهْلِ الْأَنْبَارِ، وَبَقِيَ ذَلِكَ الْحَيْرُ خَرَابًا"». بينما ذكرته البهائية في كتاب الإيقان كونه الملك الذي حول مدينة أورشليم إلى نيران.

نبوخذ نصر هو الابن الأكبر لنبوبولاسر مؤسس سلالة بابل الحادية عشر، نبوبولاسر والذي قال عنه المؤرخ الكلداني بيروسوس بأنه حول بابل من منطقة تحت سلطة الاحتلال الآشوري إلى إمبراطورية عظيمة، وهو الذي قام بإسقاط نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية بمساعدة الميديين.

وقبل أن يصبح نبوخذ نصر ملكاً، قاد الكلدان إلى هزيمة الآشوريين مرة أخرى الذين حظوا بدعم الملك المصري نخاو الثاني وتمكن من هزيمة الفراعنة والآشوريين في معركة كركميش في عام 605 ق م، وبعد ذلك تمكن نبوخذ نصر من السيطرة على المناطق التي كانت محتلة من قبل الآشوريين ومنها الشام وفينيقية، ولكن في نفس العام وفي شهر أغسطس توفي والد نبوخذ نصر الملك نبوبولاسر، فعاد نبوخذ نصر إلى بابل ملكا شرعيا عليها.

ولقد مد نبوخذ نصر جيوشه إلى الشام ويهوذا ووصل إلى حدود مصر بالتحديد في أرض غزة الحالية، وهزم فيما يعرف بمعركة غزة وذلك في عام 601 ق م مما منع البابليين من التوغل إلى مصر.

ولم يقم نبوخذ نصر بتدمير المدن التي كان يدخلها وأكتفى فقط بفرض الجزية عليها، ولكن بعد انسحاب المصريين من الأراضي الشامية بدأت تحرض الممالك الكنعانية ضد سلطة بابل عليها، فكانت مدينة عسقلان أول المدن التي عصت في سنة 604 ق م، فقام نبوخذ نصر باحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها، ولم تقبل مملكة يهوذا أيضاً بدفع الجزية إلى بابل وقرر يهوياقيم ملك يهوذا العصيان على بابل، ففرض نبوخذ نصر الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم يهويا كين في سنة 597 ق م، إلا أن نبوخذ نصر لم يسقط مملكة يهوذا وأقام صدقيا ابن الملك يهوياقيم مكانه ملك على يهوذا، إلا أن اليهوذيين قرروا العصيان مرة أخرى وبقيادة صدقيا وبدعم من مصر، فقام البابليون في البداية بهزيمة المصريين الذين جاؤوا لمساعدة يهوذا، وبعدها اتجه البابليون لمحاربة مملكة يهوذا، فقام البابليون بحصارها لسنة كاملة وبعدها تمكن نبوخذ نصر من اختراق مدينة أورشليم، وثم دخلوا إليها وسبوا معظم سكانها ومنهم ملكهم صدقيا (الذي نصبه نبوخذ نصر ملكاً) وأحرقوا هيكل سليمان، وبهذا أنهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا وذلك في عام587 ق م. ولكن بعد ذلك قامت مدينة أخرى بالعصيان وهي مدينة صور الكنعانية فحاصرها لمدة 13 عام (585-572 ق م)، إلى ان قبل الكنعانيون الهيمنة البابلية، وبذلك يعد هذا الحصار الأطول في التاريخ على مدينة، وحسب ما يقول نبوخذ نصر في إحدى الألواح الأثرية بأنه تمكن من عزل ملكها الشرير وشق الطرق إلى صور بين الجبال وشتت سكانها الأشرار إلى اتجاهات الأرض الأربعة واختار ملكاً أخر عليها.

وحسب أحد الألواح الموجودة حاليا في لندن، في السنة 37 من حكمه جهز نبوخذ نصر جيشاً إلى مصر لمواجهة الملك الفرعوني أحمس الثاني فعندما سمع الفرعون أحمس بذلك أيضا جهز جيشاً من المصريين وتوجه نحو فينيقية لكن لا يعرف نتائج تلك الحرب لأن النص المسماري فيه غير واضح ومخروم.

وفي آخر أيام نبوخذ نصر قام ببناء إمبراطورية كلدانية بابلية كبيرة امتدت قوتها من الخليج العربي وبلاد الفرس إلى البحر الأبيض المتوسط، وكانت بابل الإمبراطورية الأقوى في زمنه، وفي الشهر السادس من سنة حكمه مات نبوخذ نصر عن عمر ناهز 44 عاما في الحكم، وخلفه ابنه اميل مردوخ.

Re: من هو الملك نبوخذ الذي دمر اوشليم القدس مرتين وسحق مملكة اليهود

مرسل: 24/11/27 18:01
بواسطة admin
أما الذكاء الاصطناعي فيقول عن الملك نبوخذ:

نبوخذ نصر، المعروف أيضًا باسم نبوخذر أو نبوكودور نصر، كان ملك بابل الشهير الذي حكم لمدة تقارب الأربعين عامًا خلال الفترة من حوالي عام 605 قبل الميلاد حتى وفاته في عام 562 قبل الميلاد. ولد نبوخذ نصر في عائلة ملكية، وقد تولى العرش بعد وفاة والده نبوبولاسر الثاني.

وقد اشتهر نبوخذ نصر بقوته العسكرية وحكمه الفعال. خلال فترة حكمه، قام بتوسيع إمبراطوريته وفرض سيطرته على مناطق واسعة من الشرق الأوسط، بما في ذلك فلسطين وسوريا ومصر. بنى مدينة بابل كعاصمة لإمبراطوريته، وجعل منها مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا مهمًا.

واشتهر الملك نبوخذ نصر ببناء العديد من المعابد والأديرة والقصور الضخمة، بما في ذلك حدائق بابل الشهيرة التي تُعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة. وكان له اهتمام كبير بالفنون والعلوم، وكان يحتضن العديد من الفلاسفة والعلماء والفنانين في إمبراطوريته.

ومع ذلك، اشتهر نبوخذ نصر أيضًا بقسوته ووحشيته في التعامل مع خصومه والشعوب التي خضعت لسيطرته. تاريخيًا، يُعتبر غزو بابل للمملكة اليهودية ودمار معبد سليمان في القدس من أبرز الأحداث التي يُعيد البعض تأويلها له.

وفي نهاية حياته، حسب السجلات التاريخية، تحدثت العديد من القصص والأساطير عن نهاية مأساوية لنبوخذ نصر، حيث يروى أنه أصيب بجنون وتخلى عن الواقعية قبل وفاته.

إن حياة الملك نبوخذ نصر تمثل مزيجًا من القوة والإنجازات والوحشية، وتظل شخصيته محط اهتمام العديد من الباحثين والمؤرخين حتى يومنا هذا.