وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة تظهر عليهم علامات متزايدة للشيخوخة البيولوجية، وهذه الحالة تعكس مدى كفاءة خلايا وأنسجة الجسم في أداء وظائفها وقد تختلف عن العمر الزمني الذي يعبر عن عدد سنوات الحياة.
وتبين أن الأشخاص الذين استهلكوا كميات كبيرة من هذه الأطعمة كانوا أكبر بيولوجيًّا بنحو أربعة أشهر مقارنة بأعمارهم الزمنية، وفي المقابل، كان أولئك الذين تناولوا كميات أقل من هذه الأطعمة أصغر بيولوجيًّا بشهرين مقارنة بعمرهم الزمني.
ورغم أن الفارق الزمني يبدو ضئيلاً، فإن هذه النتائج تثير القلق بشأن تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على الصحة العامة.
ارتباط الأطعمة فائقة المعالجة بالأمراض الخطيرة
وأشار فريق البحث إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مرتبطة بمجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل السمنة، ومرض السكري من النوع 2، والسرطان، والوفاة المبكرة.
وقالت سيمونا إسبوزيتو، الخبيرة في علم الأوبئة والمعدة الرئيسة للدراسة: "البيانات تظهر أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة لا يؤثر سلبًا على الصحة العامة فحسب، بل قد يعجل أيضًا من الشيخوخة البيولوجية".
تفسيرات محتملة لتسريع الشيخوخة البيولوجية
ورغم أن الدراسة لم تحدد بدقة كيفية تأثير هذه الأطعمة على الشيخوخة، إلا أن العلماء اقترحوا احتمالين رئيسين قد يفسران هذا التأثير.
التفسير الأول يتعلق بمادة الأكريلاميد السامة للأعصاب، التي تتكون عند معالجة الطعام في درجات حرارة عالية، وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن هذه المادة ترتبط بزيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض قاتلة.
أما الاحتمال الثاني، فيتعلق بتغليف الأطعمة فائقة المعالجة بالبلاستيك، فقد أشار الباحثون إلى أن المواد الكيميائية التي قد تتسرب من البلاستيك إلى الطعام قد تكون ضارة للصحة، خاصة أن هذه الأطعمة تتمتع عادة بعمر تخزين أطول، مما يزيد من احتمال تسرب المواد الكيميائية إلى الطعام.
دعوة لإعادة تقييم التوصيات الغذائية
وفي تعليقها على الدراسة، قالت البروفيسورة ليسيا ياكوفيلو، مديرة وحدة أبحاث علم الأوبئة والوقاية في معهد Neuromed: "دراستنا تعزز من ضرورة إعادة تقييم التوصيات الغذائية الحالية، التي يجب أن تتضمن تحذيرات بشأن تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة".
القيود على نتائج الدراسة
ورغم أهمية النتائج التي تم التوصل إليها، اعترف العلماء بوجود بعض القيود في الدراسة، وأبرز هذه القيود هو أن الدراسة كانت مراقبة، مما يعني أن الفريق لا يمكنه الجزم بأن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة هو السبب الوحيد وراء زيادة الشيخوخة البيولوجية.
كما أن البيانات الغذائية تم جمعها من خلال استبيانات، مما قد يسبب بعض الأخطاء في تقدير كمية الأطعمة التي استهلكها المشاركون.