قصة ليلى والغابة المسحورة- قصص قصيرة
مرسل: 24/12/15 15:08
في صباح مشمس، بينما كانت ليلي تلعب بالقرب من شجرة البلوط القديمة على حافة القرية، سمعت همسة ناعمة في النسيم. "ليلي"، كما قال، "اتبعي قلبك إلى الغابة المسحورة، حيث تنتظرك العجائب".
قررت ليلي، بدافع من الفضول والإثارة، الشروع في هذه الرحلة السحرية. حزمت حقيبة صغيرة بها بعض الوجبات الخفيفة وكتابها المفضل وزجاجة ماء وانطلقت نحو الغابة الغامضة التي تقع خلف التلال.
عندما دخلت ليلي الغابة المسحورة، استقبلتها سيمفونية من غناء الطيور وحفيف الأوراق اللطيف. بدا الأمر وكأن الأشجار تهمس لها بأسرار، وأومأت الأزهار برؤوسها الملونة تحية لها.
كان أول لقاء لها مع بومة عجوز حكيمة تدعى أولي، كانت تقف على فرع مرتفع فوقها. أخبر أولي ليلي قصصًا عن ماضي الغابة، عن الأبطال الشجعان والجنيات المشاغبة، عن الكنوز المخفية والمخلوقات السحرية.
وبتوجيه من حكمة أولي، توغلت ليلي في أعماق الغابة، حيث التقت بسنجاب مرح يُدعى سامي أظهر لها كيفية تسلق الأشجار وجمع الجوز. معًا، تأرجحا من الفروع ولعبا لعبة الغميضة بين السرخس.
ومع غروب الشمس، التي ألقت بريقًا ذهبيًا فوق قمم الأشجار، تعثرت ليلي على جدول متلألئ يشق طريقه عبر الغابة. جلست على حافة المياه، وقابلت غزالًا رشيقًا يُدعى ديزي، الذي شاركها حكايات عن الرقصات التي كانت تُقام تحت ضوء القمر بجوار الجدول في ليالي الصيف الدافئة.
شعرت ليلي بالامتنان للأصدقاء الجدد الذين تعرفت عليهم والعجائب التي رأتها، فقررت أن تستريح ليلًا تحت مظلة من النجوم. وغطت نفسها في ضوء القمر، وغفت في النوم، وهي تحلم بكل المغامرات التي تنتظرها في الغابة المسحورة.
في صباح اليوم التالي، استيقظت ليلي لتجد نفسها على حافة القرية، وشجرة البلوط القديمة تقف شامخة بجانبها. وتساءلت عما إذا كان كل هذا مجرد حلم، ولكن عندما مدّت يدها إلى حقيبتها، وجدت بلوطة صغيرة وريشة، رمزين لرحلتها السحرية.
منذ ذلك اليوم، كانت ليلي تزور الغابة المسحورة كثيرًا، حيث اكتشفت أن أعظم سحر على الإطلاق هو الحب والصداقة التي تشاركها مع سكانها الساحرين.
وهكذا، استمرت مغامرات ليلي والغابة المسحورة، وكل يوم تجلب مفاجآت وأفراحًا جديدة، حيث تعلمت ليلي أن السحر الحقيقي لا يكمن في التعويذات أو الجرعات، بل في جمال الطبيعة ولطف الأصدقاء.